أسير طفل يفقد 70% من قدرته على الإبصار

لاتختلف معاناة الأسرى الأطفال في السجون الصهيونية عن معاناة نظرائهم البالغين، فمن الإهمال الطبي مرورا بالمنع من زيارة الأهل وليس انتهاء بالحرمان من إكمال التعليم كلها مسميات مختلفة لنتيجة واحدة تصب في نهاية المطاف في إطار الضغط النفسي والجسدي على الأسير بصرف النظر عن عمره صغيرا كان أم كبيرا.

الأسير الطفل إسماعيل تركي محمد عوكل من البلدة القديمة في نابلس الذي لم يتجاوز عمره الـ (16 عاما) يوم أن اعتقله الاحتلال من على حاجز حوارة قبل حوالي العام، عانى كثيرا في حياته، حيث اضطر إلى ترك مقاعد الدارسة وهو في بداية المرحلة الإعدادية والعمل في احد مطاعم نابلس من اجل أن يعيل والدته وشقيقته بعد وفاة شقيقهم الأكبر (رسمي) قبل حوالي ست سنوات، ليصبح إسماعيل المعيل الوحيد للأسرة.
وبينما كان إسماعيل يوم 10/8/2002 يلعب الكرة أثناء إحدى الاجتياحات الصهيونية لمدينة نابلس مع مجموعة من الأطفال بالقرب من دخلة طولكرم في المدينة، وخلال ذلك تعرض جنود الاحتلال للرشق بالحجارة من قبل مجموعة من الفتيان، عندها قامت دورية إسرائيلية بمطاردتهم ومن ثم صدمته بشكل متعمد.
لم يكتف جنود الاحتلال بذلك، بل انهالوا عليه بالضرب بأعقاب البنادق، وهو الأمر الذي أدى إلى إصابته بحالة غيبوبة مكث على إثرها أكثر من أسبوع في المستشفى.
ويشير احمد البيتاوي الباحث في مؤسسة التضامن الدولي إلى أن إسماعيل أصيب بسبب الدهس والضرب بكسر في الجمجمة نجم عنه نزيف داخلي وتحطم في الأسنان الأمامية وأوجاع في منطقة الظهر، إضافة إلى حدوث ضعف في شبكية العين نجم عنها فقدان أكثر من 70% من القدرة على الإبصار.

الاعتقال واستمرار الأوجاع

وبعد حوالي ثماني سنوات من هذه الإصابة وبتاريخ 27/6/2010 اعتقل جنود الاحتلال الطفل إسماعيل من على حاجز حوارة الصهيوني واقتادوه إلى سجن مجدو، ليصدر بعد ذلك بحقه حكم بالسجن لمدة (20) شهرا.

ويشير البيتاوي إلى أن عوكل لا يزال يعاني حتى اليوم من تبعات حادث الدهس، حيث فقد القدرة على الإبصار في عينه اليسرى بشكل كامل، كما أن عينه اليمنى يشعر بضعف وألم بها وهي معرضة لان تلحق بأختها اليسرى في حال لم يقدم لعوكل العلاج العاجل.

ولفت الباحث في التضامن الدولي إلى أن عوكل تقدم من خلال الموجه العام للقسم بعدة طلبات لعيادة سجن مجدو من اجل القيام بالفحوصات الطبية اللازمة وتقديم العلاج المطلوب وتركيب نظارة خاصة، إلا أن هذه الطلبات قوبلت بالمماطلة وعدم الاكتراث.

كما تمنع إدارة مصلحة السجون الصهيونية والدة الأسير إسماعيل عوكل من زيارة ابنها منذ اليوم لاعتقاله بحجة الرفض الأمني، بالرغم من كونها تعاني من صعوبة في الحركة.

وناشدت والدة الأسير عوكل المؤسسات الحقوقية عامة والتي تُعنى بشؤون الأسرى الأطفال على وجه الخصوص بضرورة إعطاء قضية ابنها الأولوية في المتابعة والمساعدة والعمل على إطلاق سراحه بكل السبل قبل أن يفقد القدرة على الإبصار في حال استمر الاحتلال بسياستها الاهمالية

» رسالة من أسير فلسطيني إلى طلاب أستار الأكاديمي
» قوات الاحتلال تصبّ زيتًا مغليًّا على أسير أثناء التحقيق