مكاتب الزواج انتهازية باسم العنوسة

مكاتب الزواج انتهازية باسم
العنوسة

اختر شريك حياتك من صفوة المجتمع لدينا - أطباء
- ضباط - مهندسين - رجال أعمال - آنسات ومطلقات وأرامل لديهن سكن الزوجية ، رجال
وسيدات أقباط ، يمكنك أيضاً اختيار شريك خلال خط الخاطبة الجديد، اتصل من أي محمول
على ....
كوكتيل منوع من إعلانات مكاتب الزواج التي تجدها هنا
وهناك في الصحف، فإذا كنت تتمتع بروح المغامرة تابعنا في السطور التالية واقرأ كشف
المستور في مكاتب الزواج.

كثرة إعلانات الزواج استفزت فضولي فاتصلت بجميع أرقام
التليفونات المكتوبة بالإعلانات ولكن دون جدوى فالجميع لا يقبلون بالصحافة ويتهربون
منها ، وبعد أيام من عناء البحث وافق مدير إحدى مكاتب الزواج والاستشارات الزوجية
الموجودة بالدقي، على إجراء المقابلة .
استقبلتني السكرتيرة بحفاوة كبيرة وترحيب أشعرني
وكأنني رئيسة وزراء أو شخصية هامة جداً ، ولم تعطني فرصة أقدم لها نفسي وظلت تعدد
في مميزات البحث عن ابن الحلال عن طريق مكتبهم وعددت لي المميزات التي من أهمها
أنهم لا يتقاضون إلا 1000 جنيه فقط عند إتمام الزيجة بخلاف الرسوم الأولية لملئ
الاستمارة .
فوضحتُ لها أني لستُ عروساً كما تعتقد وإنما صحفية على
موعد مع مدير المكتب، فاختلفت نبرة الحديث 180 درجة عن السابق، وقالت لي : " انتظري
قليلاً حتى ينتهي من العميل الموجود لديه " .
حاولت استقطاب معلومات أخرى من السكرتيرة التي أخذت
تغريني بشتى الطرق بالالتحاق معهم رغم أنها لا ترتدي دبلة ويبدو أنها غير مخطوبة
وتعمل بمكتب الزواج منذ أعوام عديدة .
حان الوقت وقابلت السيد المدير الذي بدأ حواره بتشديد
صريح منه على ضرورة ألا يتعدى الحوار الخمس دقائق لأن وقته مزدحم للغاية، طالباً
عدم ذكر اسمه لأنه سبق وأن زاره صحفي من الجرائد القومية طالباً منه حديث صحفي ،
وخرج يسب فيه وفي الخدمات التي يقدمها المكتب. وعندما سألته عن فكرة إنشاء المكتب
قال : " إن نسبة العنوسة في مصر في تزايد مستمر وآخر إحصائية لجهاز الإحصاء
والتعبئة المصرية تؤكد تواجد أكثر من 9 ملايين عانس في مصر، من هنا جاءت الفكرة
لمساعدة الباحثين عن الزواج " .
وأضاف، أن جمع المال ليس شغله الشاغل، رافضاً ذكر
قيمة رسوم استمارة الاشتراك ، مكتفياً بما قدم من معلومات. ولكنه في النهاية أشار
إلى إحدى إحصائيات مركز التعبئة لسنة 1996 التي تؤكد أن عدد البنات في المجتمعات
الشرقية أكبر من عدد الرجال ، ومن هنا تأتي أهمية مكاتب الزواج في مساعدة النساء ،
حسب زعمه .
مذكرات عروس

الحديث لم يكن مقنعاً لي ، فعزمتُ على اكتشاف الحقيقة
بنفسي ، ولم تبقى أمامي حيلة لمعرفة سر انتشار مكاتب الزواج التي تتاجر بارتفاع سن
الزواج إلا الدانا مو محترم لانى بغلط في "زواريقهم" كعروس تبحث عن ابن الحلال، فما إن طلبت رقم إحدى
المكاتب الأخرى حتى رد علي شاب صوته ينم على أنه على قدر من الوسامة وأسلوب في
الحديث يدل على أنه "جنتل مان " جداً.
أخذ صاحب الصوت الجميل يسحب منى كل المعلومات عني
عنوان منزلي وعملي وأرقام تليفوناتي - طبعا لا يعلم بأني صحفية بل أخبرته أني مدرسة
- ولا أدري سر الدهشة التي بدت علي صوته عندما علم بسني وقال لي : " ده أنت صغيرة
بقى".
على الفور رشح لي عريس مهندس يبلغ من العمر ثلاثة
وثلاثين ربيعاً ، وطلب مني الحضور إلى مقر المكتب في نفس اليوم في الساعة السابعة
مساءًا. سرعة تحديد الموعد أزعجتني كثيراً ، خاصة أن أحد زملائي حذرني من مكاتب
الزواج عندما أفصحت له عن نيتي مؤكداً أن بعضها لا يخلو من الجلسات غير الشرعية
.
تذكرت تحذير زميلي في برهة من الزمن ، ورفضت الموعد
لأجد المسئول عن المكتب ويدعى "تامر" يحدد لي موعداً جديداً ويسألني عن سر رفضي ،
تحججتُ ببعد المسافة ، ولحسن حظي كان "تامر" يسكن في نفس مربعي السكني فاتفق معي
على أن ينتظرني في "ميدان لبنان" في تمام الساعة 11 صباحاً ، ليصحبني إلى المكتب
لأني لا أعرف الوصول إلى العنوان بمفردي، وفي نهاية المكالمة طلب مني إحضار 150
جنيهاً رسوم الاستمارة.
فرددت عليه على الفور : المبلغ كبير وهو غير متاح
الآن.
فقال : إذاً أحضري 100 جنيهاً فقط .
فقلت له بدوري : إ نني حتى لا
أحتكم على 50 جنيهاً الآن .
فرد قائلاً : لا عليكِ سأضمنك أنا شرط أن تعيدي إلي
النقود فور تيسرها لديك .
مضت عليّ ساعات الليل في تخاريف وأضغاث أحلام بما قد
يحدث في مثل هذا المكان، خاصة أنه اتصل بي مرتين ليؤكد الميعاد، ولعل ما جعل الشك
يساورني أنه أخبرني عن غير عمد بأن السكرتيرة ستأخذ أجازة مرضية نصف يوم وسيكون هو
بمفرده في المكتب !!
اليوم الموعود
قابلته في المكان المحدد وكانت المفاجأة، إنه شخص أقل
من العادي لا يحمل مظهره أي مصداقية مع طبيعة علمه، فقد أفهمني في التليفون أنه آية
في الجمال، لكني وجدته إنسان يدعي أنه على علاقة وطيدة مع الله، و بعد فترة لم
تتجاوز الـ 10 دقائق اكتشفت أنه إنسان متناقض القول والأفعال بمعنى أصح "مدّعي" ،
أخذ يسرد لي الكثير عن سوء علاقته بزوجته وتدهور الحياة بينهما فقد أوشكا على
الانفصال وأنه متأثر جداً لأنه مرهف الحس وتزوجها بعد قصة حب فشلت بعد الزواج لظروف
خارجة عن يده ولم يكن له فيها أدني تدخل ، ثم بدأ معي في سيناريو " التسبيل "
مبكراً .
الخوف أخذ يتمكن من قلبي أكثر، وبدأتُ أستدرجه في
الحديث عن مكاتب الزواج حتى كشف لي أن هدف الغالبية العظمى من المكاتب "الكسب
المادي" فقط لا غير ولا يعبئون بمصلحة العميل ، فالعروس تدفع في البداية 100
جنيهاً لملئ الاستمارة ، وكذلك العريس وبعد توافق الشروط الموجودة في الاستمارات
يتم لقاء الاثنين في المكتب وفي الغالب لا يتوافقوا.
ولا تنتهي رحلة العروس هنا ، كما يقول تامر، فيظل
العاملون في المكتب يقنعونها باستمارة الــ (VIP)، والتي تتطلب الاشتراك بها دفع
مبلغ 300 جنيهاً إذا كانت العروس ترغب في الزواج من مهندس أو طبيب أو دبلوماسي
لتفاجأ بنفسها في النهاية اشترت " الوهم " بأكثر من 500
جنيهاً.
الحقيقة المرة

بعد حديث طويل أخذ يؤكد تامر طيلة الوقت أنه يخاف الله
ويعمل في هذا المجال، ابتغاء مرضاة الله ، وظل يعدد في محاسنه الشخصية ومحاسن ما
يقوم به من توفيق بين المتقدمين للزواج. لم أقتنع بتاتاً بما يقوله عن نفسه ولم
يدخل عليّ سيناريو التسبيل والنظرات الحارة ، فكشفت له الحقيقة في نهاية الأمر
بعدما حصلتُ منه على المعلومات التي أريدها، وقلت له : " بصراحة أنا صحفية وبعمل
تحقيق عن مكاتب الزواج، وبما أنك رجل ممتاز لهذه الدرجة أريد الاستفادة بأمانتك".
كنا في منتصف الطريق تقريباً ، فنزل عليه حديثي كالسهم وتراجع بعيداً شارداً
وتاهماً إياي بإفساد جميع "ترتيباته" وبدأ صوته يعلو لدرجة أنه لفت انتباه ركاب
المترو.

كل هذا الحديث كان في محطة المترو ، وكنا أوشكنا على النزول من
العربة، وبعد أن استشاط الرجل غيظاً مني رفض اصطحابي إلى المكتب المسئول عنه ، ورشح
لي مكتبا آخر للزواج، ثم ولى مدبراً ولم يعقب.
الحسناوات الفاتنات
لم أتردد في الذهاب إلى المكتب الذي رشحه لي المدعو
"تامر" ، فما إن ضغطتُ على جرس الباب حتى بدت لي فتاة وهي ترتب الحجاب على رأسها في
عجلة وكأنني أيقظتها من النوم.
أخبرتها بهويتي كصحفبة فأذنت لي بالدانا مو محترم لانى بغلط لأشاهد فتاة
أخرى قد خلعت حجابها وترتدي "بدي" ، وبلهجة متعالية سألتني الأخيرة:
خير؟
فأخبرتها بهويتي وطلبت مقابلة مدير المكتب لإجراء حوار
صحفي ، فردت على الفور : " الأستاذ غير موجود الآن ، ومشغول جداً ولا أعتقد أن وقته
سيتسع لذلك . يمكنك الذهاب إلى مكتب "آدم وحواء" وإجراء معهم ما تريدين من حوارات ،
إليكِ العنوان".
كي لا تكوني فريسة للنصب
وبالفعل ذهبتُ إلى ذلك العنوان لاستكمال تحقيقي ،
وحددت معهم موعداً لمقابلة المدير التنفيذي للمكتب .
كان سؤالي إلى سامح حسني مدير مكتب "آدام وحواء" ، كيف
يمكن أن ينجى المتقدم إلى مكتب زواج بنفسه من شباك النصب ؟
أكد قائلاً : أول خطوات الاطمئنان يجب أن يستوفي مكتب
الزواج جميع التراخيص الأمنية والتراخيص القانونية ، كما يجب أن تكون متوفرة وتحت
طلب العميل في أي وقت ، فضلاً عن أن المكتب يجب أن يذكرها في إعلانات الجرائد رقم
الموافقة الأمنية ورقم التصريحات القانونية .
ثاني خطوات للاطمئنان تكمن في تأكد العميل من أن جميع
الإجراءات تتم في سرية تامة حفاظا على خصوصياته.
ويضيف حسني قائلاً : كما يجب أن ينتبه العميل إلى سمعة
المكتب فالاحتياط واجب والسؤال عن سمعة المكتب واجب أيضاً ، ويستطيع معرفة مدى
المصداقية من خلال ردود المكتب عليه، فلو وعده بالزواج خلال أسبوع أو شهر يجدر به
عدم التصديق، فالزواج موضوع توفيق وقبول ولا يستطيع أحد معرفة وقت النصيب فهذا كله
سعي واجتهاد والمقسوم من عند الله أولاً.
ويؤكد حسني في النهاية : أن السرعة الزائدة في تحديد
موعد الزواج لا تنم عن تأني في اختيار وتوفيق المكتب بين الطرفين في طلبات السن
والمؤهل الدراسي والوضع الاجتماعي.
منقول

» فيلم 678 :: نسخة Near DVD: نيلى كريم - باسم سمرة -
» خاتم الزواج
» اعرابية توصى ابنتها قبل الزواج!
» غرائب وعادات الزواج عند النساء في العالم
» وزير جزائرى يحذر من الزواج بالمصريين والسوريين