وفود أمنية فلسطينية تزور واشنطن للتنسيق لما بعد المصالحة

كشفت مصادر خاصة في رام الله أن وفدين من جهازي المخابرات العامة والأمن الوقائي في الضفة الغربية سافرا تباعا الى الولايات المتحدة الامريكية والتقيا هناك بقادة عسكريين وأمنيين للتباحث في شأن المصالحة وآليات التعامل مع حركة حماس.

وغادر قبل نحو عشرين يوما وفد من جهاز المخابرات العامة ضم شخصيات رفيعة فيه -لم يعلم إذا ما كان ماجد فرج قائده في الضفة على رأسهم- نحو العاصمة الأمريكية واشنطن، ومكث نحو اسبوعا للتشاور مع مسؤولين كبار في جهاز المخابرات الامريكية "سي آي آيه"، الذين استمعتوا من الوفد الفلسطيني لتوقعاته بخصوص المرحلة المقبلة وتأثير المصالحة بين فتح وحماس على الأجهزة الامنية والخطط الموجودة لديهم لافشالها أو على الاقل تعطيلها للحيلولة دون عودة حماس للضفة الغربية بأي ثمن كان.

وما إن عاد وفد المخابرات حتى طارت مجموعة من قيادات الصف الاول في جهاز الامن الوقائي -ولم يعلم ايضا فيما اذا كان زياد هب الريح مدير الجهاز في الضفة الغربية على راسهم-، ليجلس مع المسؤولين الامريكيين ويشرح لهم تصورته عن المرحلة المقبلة، وخطتهم للمحافظة على "الهدوء" في الضفة وسد الطريق أمام اي محاولة فلسطينية للمساس بأمن الكيان الصهيوني. كما قدم وفد الوقائي رؤيته للتعامل مع حماس ما بعد المصالحة.

وأوضحت تلك المصادر أن وجهة نظر الوفدين الفلسطينيين فيما يخص التعامل مع حركة حماس جاءت شبه متطابقة، حيث الاصرار على عدم السماح لها بالعودة للعمل في الضفة الغربية تحت اي ظرف كان، إضافة للمماطلة في الافراج عن كوادر وعناصر الحركة الاسلامية في سجونهما، بحجة أن هؤلاء محكومين بقرارات قضائية تحتاج أولا لموافقة الرئيس الفلسطيني لتجاوزها، والأهم من ذلك الاتفاق على انكار وجود معتقليين سياسيين اصلا في الضفة، وأن من تطالب حماس بالافراج عنهم ما هم إلا تجار الاسلحة وغسيل الاموال.

يأتي هذا في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر اعلامية فلسطينية أن محمود عباس طالب قادة الأجهزة الامنية في الضفة ضبط عملية اعتقال وملاحقة عناصر حماس حتى أيلول سبتمبر القادم وعندها قد تكون مرحلة أخرى بترتيبات جديدة.

غير أنهم ردوا عليه بأن وقف الاعتقالات بالكامل قد يعني تهديدًا "للمنجزات الأمنية" التي بنيت خلال السنوات الماضية، محذرين من خطورة تكبيل أيدي الأجهزة الأمنية خلال الفترة المقبلة.

وأشار المصدر إلى أن عباس -وإن طالبهم بعدم القيام بما من شأنه إفساد اتفاق المصالحة- إلا أنه لم يصدر لهم قرارًا صريحًا وواضحًا حتى الآن بوقف الاعتقالات بشكل كامل أو إنهاء ملف المعتقلين السياسيين، مما يعطي هامشًا للأجهزة الأمنية في تقليل حدة الاعتقالات وليس وقفها بشكل كامل.

ونوَّه المصدر إلى أن عباس ربما ينتظر قرار تشكيل الحكومة الجديدة لتكون قرارات وقف الاعتقالات والإفراج عن المعتقلين أحد الخطوات التي تعقب تشكيل هذه الحكومة.

» الجهاد الإسلامي: قيادات أمنية تتعمد الإساءة لرموز وطنية بالضفة
» الزهار: ضغوط على عباس لوقف المصالحة
» سفارة واشنطن بمصر تحذر.....
» "الزهار" و"الحية" يصلان مصر لبحث المصالحة الفلسطينية
» أبو مازن يحمل واشنطن مسئولية الغطرسة الإسرائيلية