صاحبة الوشاح السرابى/بقلم مازن خضير

صاحبة الوشاح السرابي

من الصعب فى عالمنا العصرى ان تجد حب صادقا تتمتع فيه النفس بالشفافيه والوضوح والصدق حيث صار الصدق

من العجائب الدنياوية حتى لو كان كلامك صدق صعب جدا ان تجد احد يصدق انه صدق

صارت من اطباعنا المركزية بحياتنا العصرية الاكاذيب صفه حميده لامكروها حيث الصادق يُكذب والامين يُغش

والذى يعمل بجد وضمير يقال عنه كسلان

اما الكاذب يقال عنه( فهلوى ولازم يقلب عيشه) صارت المتناقضات هى الركيزة الاساسية فى حياتنا اليومية اما المبادئ والقيم صارت شيئ ثانوى غير معترف فيه بها العصر او يقال عنك انسان طيب لدرجة الهبل

كنت لعدده سنين مضت اشعر بأن عصر الاخلاق والقيم والمبادئ مازل موجود وان الثقافة والادب والشعر شيئ مفهوم لكل المثقفين حتى العامه من الشعوب العربية

كانت الاغانى القصائيدية الشعريه يفهمها العامه بل ويرددونها بكل سهولة ويفهمون معانيها

كانت هناك عاطفة وحب رومنسى تتخلله الشفافية والرقة وعذب الكلام وطيب الجوهر

والان بعد ان صحيتُ من غفوتى وكأننى كنت من اهل الكهف الذى طالت به مده النوم حتا صحى وفوجئت بكل مايدور بى الان......اين الصداقة والعشرة.....أين الجيرة والصحبة......اين الاهل والعزوة......أين الحب والمحبة

هل انا فى كوكب غير كوكب الارض......ام انا احمل المعانى والقيم والاخلاق والحب والطيبة فى زمانا رفض كل المعانى الجميلة.........ماذا يدور من خلف ظهرى لا اعلمه........ ماذا يجرى وكنت نائم نومه اهل الكهف وعيونى مفتوحه ولكنها لاترى ما حل للبشرية .......اتطلع الى نظرات الناس لى اجد نظراتهم وكأننى انسان تافه ليس معه اى شيئ لايمتلك مالا او قصورا بل لا يمتلك سوا بعض الانتيكات القديمه الموروثه من اخلاق ومبادئ وقيم وحب لاتوجد اسواق هنا تباع فيها بضائعى القديمة وكنوزى التى مازلت احافظ عليها بين ضلُوعى......

كم من اصدقاء وافيتهم وكنت مخلصا لهم وكم كان طبع الغدر وفيا عندهم............حتى الاهل من اصلابك ودمك غار باجسادهم فيرس المتناقضات وعم بينهم اساليب العصر الحديثه منزوعه ومجرده منها بضائعى القديمة وكنوزى الانتيكة..........هل كل هذا العصر صار بهذا الشكل ام تبقى مكانا يختبئ فيه كل من يمتلكون بضاعتى ويحتمون من اسواط واكبال هذا العصر(عصر المتناقضات ) الرهيب؟؟؟؟؟؟

اين اذهب لابحث عنهم......من اجد ليدُلنى على الطريق وانا أرى انه لايوجد احد معُافى مادخل واجهز عليه فيرس المتناقضات ..................

فلبست بكوخا عدة سنين لايرانى احد ولا أرى احد .........اشاطر احابوى مربانى واوجاعى على فقدان زمنى الجميل...

لا اسمع احد ولا احد يسمعنى سوى صوت السكون فعزفت منه اجمل وأشجى الحانى....

كانت تهُب عاصفة عليٍِ كل عام تستهوى حملى لطريق الحب لتسحب اقدامى لعصر المتناقضات......

كنت ارفض كل حُبا يجذبنى الى هذا العصر ويُخرجُنى من كوخى.......

حتى جاء يوما قد كنت استرح فيه قليلاَ من عناء اوجاع سنينى لبرهه............حتى وجدُت الثقب الذى بباب الكوخ يملئه نوراَويدخل منه وكأنما ماءَ تُسكب من ثقب الباب تسرى بكل ارجاء مسكنى المتواضع..........وقفت امام الباب وسددتُ الثقب بيدى بكل قوة ولكننى رأيت النور يدخل من بين اصابعى حتى انتشر بكل مكان بكوخى الصغير

وقفتُ متعجبا لهذا الحدث ....حتى رائيت شبحا امامى يلبس رداء به كل الوان الطيف تحاور عيناى.......شبحا يملك كل فنون الرقه والنعومه....حينما اقتربت منه وجدته فتاة تبلغ من العمر فى منتصف عقدها الثانى ولكن عبارة عن ملامح ارتسمت لانسان له طول وعرض ولكن لم تتضح لى معالم وجهها......شعرت اننى اقترب من بركان اخر العام الذى يأتى كل عام بنفس الميعاد بحب جديد ولكنى ارفضه.....ولكن هذة المرة قد توغلت بكوخى عنوة وتحدى واصرار.....حاولت الهرب منها بكل الوسائل ولكن اصرارها وعنادها ورقتها وعذب كلامها شدنى اليها وانا ابعد عنها....كلما ابتعدت خطوة اجد نفسى تقترب منها خطوتين.........ماذا دهانى!

ماذا يسرى بعروقى! لماذا لم احاول الهرب متل كل مرة !.......ماذا دهانى ...فهل انا اصبت بسهم من سهام الحب

ام انا أتخيل.........ولكن لا..! الخيال يوما او يومان وليس كل يوم ومعظم الاوقات..........اشعر بدوار يهز رأسى

اشعر بشيئ غريب يتوغل داخلى....بحرارة تجعل كل اجزاء جسمى متل اللهب ولكنه لهب دون نار

لابد أن اعاند....لن استسلم لهذا الحب.......فانا قادر على منعه من سريانه بداخل حياتى التى استمتعت بيها واندمجت مع أحابوى مربانى..............ومرت الايام لاجد تغيرات جزريه داخلية

ماذا أفعل يا الهى...... اننى الان انتظر ميعاد وصولها .......انتظره بفارغ الصبر......ماذا يحدث لى !

أرى قدماى قد انزلقت فى سهول حبها..........اصبحت انظر لساعتى بعد ان غفت عينى للنظر عنها طيله السنوات السابقه .........اصبحت اعرف كم الساعة الان لاعرف كم تبقى من الوقت لمجيئها ........

صارت الاوقات ملكنا متى نستمرومتى نتوقف عن الحديث وكانت تمر الاوقات دون توقف عن الحديث بينا وكأن عيوننا أبت النوم من لذة الحب .........صارت الايام تتعاقب دون ان ندرى ايهما اول الاسبوع وايهما اخره.......زهدنا كل شيئ حتى الطعام ماعدنا نتذكر هل نحن جوعى ام لا من كثره اشواقنا الجامحه.....نبدء يومنا بالصباح وننهى بصباح اليوم الثانى دون ان تغمض لنا عين او يهز لنا جفن من عذب الكلام ورقه الاحاديث والاحلام........يشعر الاحساس بكل شيئ دون ان ترى العين ملامح هذا الوجه......حينما كنت اطالبها بفك الوشاح الشفافى الجدارى عن وجها كانت تعترض تفوح منها رائحه الغضب الشديد وكأنما كتب عليا اعشق واحب كل هذا الحب بالسراب.......قولت لنفسى يمكن ان تكون تعرضت لمثل ماتعرضت انا اليه وسحبت الثقة من كل البشر ولكن مع مرور الايام انا واثق انها سوف تزيل الساتر الوشاحى الذى بينى وبينها..........ومرت الايام بل اكثر من عام والحب فوق قمه اعلى جبال الدنيا يرتفع ويعلو بيننا.........ولكن العقل كان دائما يحزرنى من عدم كشف الوشاح عنها لارى وجهها.........كنت اتسأل هل هى دميمه خائفتا ان اكشف سرها ولكن قلبى يجيبنى بصدق حتى لو كانت هكذا فانا احب قلبها لا وجهها......وتدخلت الصراعات بين العقل والقلب........كل يوم ياتى العقل بحجه تبرهن على صدق كلامه وعلى عدم حب هذة الفتاة لى وبالحظه يجهز القلب على كلام العقل وكأنه بمعركه يجهز فيها على الد اعدائه

صيرت حائر بينهما من الصادق ومن المخدوع فيهما....فقررت ان انهى الصاراع بينهم بيد من احببتها.....فطلبت منها ان تكشف عن سر اخفاء وجهها بالوشاح حتى يرتاح طرف ويصمت الاخر للابد....ولكن دون جدوى لم تجيبنى فصارت بيننا خلافات كبيرة تهتز فيها الثقه ويتخللها الشكوك والحيرة وينقسم طريقنا الى نصفين ولكن كل منا يمشى بنفس اتجاه الاخر حتى زادت حده الخلافات وصار الطريق المقسوم نصفين عكس اتجاه الاخر.....ماتت لهفتنا وزادت شكوكنا والتهبت جروحنا من الكلمات المسمومه بعضنا البعض ........صارت اقدامنا مثل السناتُنا اثقل من الاحجار لاتنطق الا بقذائف الكلمات والاسهم المبيته بالسم........نسينا كل ماهو جميل ورقيق بيننا.......نسينا كيف كنا نعلم العشاق فن العشق الجميل .........وتركنا احلامنا وضيعنا امالنا وحملنا على ظهورنا عداد الحرب القادمه بيننا

ماتت كلماتنا التى كانت تعزف ارق الالحان لمعانى الكلام......افواهنا التى كانت تستمد الانفاس من بعضها البعض صارت عاجزة ان تستمد انفاس لنستنشقها قبل بدء الحرب القادمه........وصل بنا الحال ان نلعن ايامنا التى لولاها ماعشنا اجمل ايام حياتناولا نبضت فيها قلوبنا ودقت لنعلم اننا عشاق الحلم الجميل......كنت اتسأل زمان لماذا انزلقت قدماى بالحب وكيف انغرس قلبى بأرض العشق.........والان اتسأل اين ضاع كل هذا الحب وكيف مات جنين عشقنا

هل انا مازلت بكوخى العتيق وكل هذا حلم..........ام الضوء الذى تسرب من ثقب باب كوخى كان مجرد وميض وانتهى..........ام صاحبت الوشاح ليس لها وجود وسردت القصه من خيالى من كثرة وحدتى

بقلم/ مـــازن خضير

» تلك هى الايام/بقلم مازن خضير
» اوراق ذات معانى/مازن خضير
» قصيدة انفجر البركان/بقلم/مازن خضير
» قصيدة عاهدتك وخونتينى-بقلم/مازن خضير
» تؤم الروح .........بقلم / ناصر خضير