حريق كبير في مركز تجاري بالدوحة

حريق كبير في مركز تجاري بالدوحة

شب حريق كبير في مركز فيلاجيو التجاري في منطقة الوعب في الدوحة، أتلف جانباً كبيراً من المول الذي يعد أحد أجمل أسواق الشرق الأوسط، واسفر عن مقتل 19 شخصاً من جنسيات مختلفة ، بينهم 13 طفلاً (7 بنات و6 أولاد)، اضافة الى 4 مدرسات وعنصرين من الدفاع المدني. وقال وزير الداخلية القطري ان النيابة العامة تسلمت التحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.

وأكد سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية أن غرفة العمليات بمركز القيادة الوطني تلقت بلاغاً في الساعة الحادية عشرة ودقيقتين بنشوب حريق في مجمع فيلاجيو وقد تحركت جميع الأجهزة المعنية إلى موقع البلاغ حيث وصلت سيارة الفزعة إلى الموقع في الساعة الحادية عشرة و4 دقائق أي بعد دقيقتين من نشوب الحريق وبعدها بدقيقة واحدة أي في الساعة الحادية عشرة و5 دقائق وصلت سيارات الدفاع المدني .

وأشار إلى سرعة الاستجابة في التعاطي مع الحريق الذي نشب في أحد المحلات بالقرب من الحضانة التي شهدت وقوع الضحايا بسبب الاختناق من الدخان الكثيف .

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك لوزير الدولة للشؤون الداخلية سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني ، ووزير الصحة العامة سعادة السيد عبدالله بن خالد القحطاني أمس بمركز القيادة الوطني بحضور العميد حمد عثمان الدهيمي مدير إدارة العمليات بالإدارة العامة للدفاع المدني والنقيب خميس المريخي ضابط فريق البحث والإنقاذ.

وقال وزير الدولة للشؤون الداخلية : في حوالي الساعة الحادية عشرة و34 دقيقة تلقينا إخطاراً من إدارة فيلاجيو بوجود 20 طفلًا داخل الحضانة فتم على الفور استدعاء فريق البحث والإنقاذ القطري التابع لقوة لخويا حيث وصل إلى موقع البلاغ في الساعة الحادية عشرة و24 دقيقة حيث باشر الفريق ورجال الدفاع المدني عملهم على محورين الأول هو إطفاء الحريق والثاني البحث عن طريقة لإخراج الأطفال من الحضانة إلا أنه كانت هناك صعوبات بالغة تكتنف عملية الدخول من باب المجمع كما أن الممر المؤدي إلى الحضانة ضيق والسلم كان محترقاً لذلك تم تكليف فريق الإنقاذ بالدخول عبر سطح المجمع .

ووصف سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر العمل الذي قام به رجال الدفاع المدني ومنسوبو فريق البحث والإنقاذ بالبطولي مؤكداً أن واجب الأجهزة الأمنية هو التضحية من أجل إنقاذ الأرواح بغض النظر عن الجنسيات .

وأعرب عن بالغ حزنه على الأرواح التي أزهقت مشيراً إلى أنه تم بذل أقصى الجهود من أجل إنقاذهم لدرجة أنه تم فقد اثنين من رجال الدفاع المدني .

ورداً على سؤال لـ الراية بشأن التأخير في الكشف عن المعلومات والتفاصيل المتعلقة بالحادث مما فتح الباب على مصراعيه أمام الشائعات قال سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر : كان هناك تأخير بالفعل في الإعلان عن التفاصيل لكن ذلك يعود إلى أن الحريق اندلع في مجمع تجاري وكانت وزارة الداخلية حريصة على أن تخرج البيانات والأرقام دقيقة وبعيدة عن العشوائية.

وأضاف: تأخرنا في التواصل مع رجال الإعلام وهو ما سيتم تداركه في المستقبل القريب وذلك عن طريق مركز القيادة الوطني الذي سيتعامل مباشرة مع وسائل الإعلام لتزويدهم بالمعلومات اللازمة بشأن الأحداث المختلفة .

وقال : إن حجم المجمع كبير وكانت هناك محاولات مستمرة للبحث عن أي ضحايا آخرين مؤكداً أنه غادر موقع الحريق في الساعة السادسة مساء بعد القيام بعمليات مسح عديدة للتأكد من عدم وجود أشخاص آخرين في الداخل .

ونفى سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر رفض بعض أفراد الإنقاذ دخول المجمع والمشاركة في عمليات إنقاذ أرواح الضحايا مؤكداً أنه كان هناك تدافع من الجميع للمشاركة في عمليات الإنقاذ لافتاً إلى أن ضباطاً من إدارة أمن الشمال حضروا للمشاركة وتقديم المساعدة إضافة إلى ضباط من القوات المسلحة ، معتبراً من يردد مثل هذه الشائعات "شخص جاحد" .

ورداً على سؤال بشأن الجهة المسؤولة عن إصدار ترخيص للحضانة لكي تعمل داخل المجمع قال سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر : وزارة الداخلية ليست هي الجهة المسؤولة عن إصدار مثل هذه التراخيص ولكن إدارة الوقاية بالدفاع المدني هي من تصدر التراخيص الخاصة بالمعايير الواجب توافرها في الأماكن قيد الإنشاء.

وقال: إن التحقيقات هي التي سوف تكشف ذلك وسيتم الإعلان عن الحقائق كاملة وكشفها للجميع ، لافتاً إلى أن جميع رجال الدفاع المدني مؤهلون على أعلى مستوى للتعامل مع مثل هذه الأحداث

وبشأن أسباب اندلاع الحريق أوضح سعادته أنه لا يمكن الجزم حالياً بأسباب اندلاع الحريق ، مشيراً إلى أن النيابة العامة والجهات المعنية المختصة سوف تباشر التحقيقات للتوصل إلى أسباب اندلاعه وأن القضاء هو الجهة التي سوف تتولى محاسبة المخطئين والمقصرين بشأن ذلك الحادث الأليم.

تشكيل لجنة

وأشار إلى أنه سوف يتم تشكيل لجنة عليا لمواجهة شروط الأمن والسلامة بالمجمعات التجارية في الدولة حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث، لافتاً إلى أن إدارة الوقاية بالإدارة العامة للدفاع المدني تعرضت خلال الفترة الماضية للكثير من النقد بسبب التأخير في اعتماد الرسومات الهندسية والاشتراطات الكثيرة التي تطلبها من المهندسين الاستشاريين في المباني والأبراج إلى حد عدم إعطاء تراخيص لبعض الأبراج ، مؤكداً أن التشدد في الاشتراطات هدفه المحافظة على سلامة الأرواح .

ووجه الشيخ عبدالله بن ناصر رسالة إلى الجميع مواطنين ومقيمين قال فيها : إن قطر هي واحة الأمن والأمان ، وقد عاهدنا الله تعالى أن نكون مخلصين لهذا الوطن .

وأضاف : مجمع فيلاجيو مغلق في الوقت الحالي ولا أعلم إلى متى سوف يظل مغلقاً لأن ذلك يعود إلى نتائج التحقيقات التي تجريها الجهات المعنية .

الاختناق وراء الوفاة

من جانبه قال سعادة السيد عبدالله بن خالد القحطاني وزير الصحة: وصلت الإسعاف عقب تلقيها بلاغاً بالحادث في الساعة الحادية عشرة و10 دقائق صباحاً فيما وصل أول مصاب إلى المستشفى في الحادية عشرة و45 دقيقة وقد تسلمت الإسعاف أول مصاب بعد 6 دقائق من وصولها وكان هناك 5 مصابين مشيراً إلى أنه كان هناك 5 مصابين ممن تسلمتهم الإسعاف في عداد الموتى، وقد حاول المسعفون تقديم المساعدة لهم في الموقع غير أنهم توفوا .

وأشار إلى أن هناك 19 حالة وفاة في الحادث بينهم 13 طفلًا " 7 بنات و6 أولاد " مضيفاً أن أسباب الوفاة كانت جميعاً بسبب الاختناق ، كما شهد الحادث وفاة 4 مدرسات من العاملات بالحضانة بالإضافة إلى اثنين من منسوبي الدفاع المدني

وقال : أسفر الحادث أيضاً عن إصابة 17 شخصاً تماثل 4 منهم للشفاء وخرجوا من المستشفى وهم من منسوبي الدفاع المدني ، لافتاً إلى أن الإسعاف قامت بـ 37 رحلة وكانت هناك 5 سيارات تدخل سريع.

وأشار إلى أنه تم توفير مكان مناسب لاستقبال أولياء أمور المتوفين بجوار المشرحة وتمكينهم من التعرف عليهم والتواجد في مكان قريب منهم.

التعازي لأسر الضحايا

وعبر وزير الصحة عن خالص مواساته وتعازيه لأسر الضحايا وأن يلهمهم الصبر والسلوان.

ورداً على سؤال بشأن وجود تقصير من جانب سيارات الإسعاف في التعاطي مع الحادث قال وزير الصحة : معظم المتوفين توفوا في موقع الحادث و5 منهم توفوا في الطريق و 3 في المستشفى، لافتاً إلى أن سيارات الإسعاف وصلت إلى مكان الحادث بعد 8 دقائق من تلقي البلاغ مشيراً إلى أنه سوف يتم كشف الحقائق أمام النيابة العامة التي باشرت التحقيق في القضية.

التعامل مع الحادث

وبدوره قال العميد حمد الدهيمي مدير إدارة العمليات بالإدارة العامة للدفاع المدني إن الإدارة تلقت بلاغاً بوقوع حريق في "فيلاجيو" في الساعة 11 و3 دقائق صباحاً ، وقد انتقل إلى موقع البلاغ في البداية مركز دفاع مدني العزيزية ،حيث قام رجال الدفاع المدني بإخلاء جميع الموجودين في المجمع التجاري.

وأضاف : أن الضابط الذي توجه إلى موقع الحريق اكتشف عقب وصوله أن الحريق كبير فجرى تحريك فرق مساندة من مركزي الصناعية ووادي السيل إلى جانب مركز العزيزية .

وأكد أنه بانضمام جميع تلك المراكز وصل عدد منسوبي الإدارة العامة للدفاع المدني المتواجدين في الموقع إلى 180 فرداً.

وأوضح أنه تم تحريك قوات الإدارة العامة للدفاع المدني إلى موقع الحريق بسرعة ، حيث تدخلت 5 سيارات سلالم و3 سيارات إطفاء كبيرة ، وسيارتان تدخل سريع ، و4 تناكر .

وأشار إلى أن الحريق في البداية كان بين بوابتي 3 -4 في المجمع التجاري ، وقال إن عمل فرق الدفاع المدني تركز في البداية على مكافحة الحريق لعدم وجود بلاغ بوجود أشخاص آخرين داخل المجمع حيث تم البدء بعملية الإخلاء والإطفاء و لتجنب الدخول بشكل عشوائي تم توزيع المشاركين إلى أفراد إخلاء و آخرين للمكافحة .

وقال : إن الدخول كان صعباً جداً نظراً لارتفاع الحرارة بشكل كبير فضلًا عن كثافة الدخان وانعدام الرؤية التي لم يستطع معها رجل الإطفاء أن يرى شيئاً إلا باستخدام أجهزة الإضاءة الموجودة معه

وقال: تلقينا بلاغاً بوجود حضانة للأطفال في المجمع لكن الحرارة الشديدة منعتنا من الوصول لنقطة الحضانة ، لافتاً إلى أن وزير الدولة للشؤون الداخلية أصر على بذل أقصى جهد لبلوغ الحضانة ،حيث تم ذلك بمساعدة فريق البحث والإنقاذ.

وأوضح أنه تم عمل فتحة في سقف المجمع فوق موقع الحضانة مباشرة وتم من خلالها إخراج الضحايا والأطفال.

مخاطر كبيرة

وقال النقيب خميس محمد المريخي ضابط فريق البحث والإنقاذ إنه صدرت تعليمات من سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر بتدخل الفريق في الحادث بالتعاون مع الإدارة العامة للدفاع المدني وأضاف : إنه بعد التأكد من صعوبة الدخول عبر الأبواب السفلية في المجمع إلى الحضانة ، تم عمل فتحة في سطح المجمع لاستخدامها في إخراج الأطفال والضحايا .

وأوضح المريخي أن فريق البحث والإنقاذ ورجال الإدارة العامة للدفاع المدني واجهوا مخاطر كبيرة حتى يصلوا إلى الحضانة لكن إصرار الوزير كان دافعنا للوصول إلى آخر نقطة .

وأشار ضابط فريق البحث والإنقاذ إلى أن هناك صعوبات شديدة واجهتهم في التعامل مع الحريق ، لافتاً إلى أن وصول رجل الإنقاذ إلى المكان وصعوده عبر المصاعد حتى منطقة الأمان كان عملًا منهكاً ويأخذ كثيراً من قوة المشاركين في عمليات السيطرة على الحريق.

حريق كبير في مركز تجاري بالدوحة 863978659

حريق كبير في مركز تجاري بالدوحة 204333954

لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم ، اللهم ارحم موتى المسلمين ( آمين ) .

» حريق هائل بقاعدة للبحرية الأمريكية
» كشف تفاصيل حريق محطة مياه القاهرة الجديدة
» الديلى تليجراف: ثورة مصر قلق كبير للولايات المتحدة
» باراك يوقف نشاط مركز "العودة" الفلسطينى لحقوق اللاجئين
» محاكمة مبارك تقود البورصة لتراجع كبير.. والخسائر 1.5 مليار جنيه